القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

تارودانت.. هل تتحرك السلطات الإقليمية لإصلاح ما أفسده المنتخبون بمدينة تحولت من قطب حضاري إلى مجموعة من الدواور المعزولة ؟؟

تارودانت.. هل تتحرك السلطات الإقليمية لإصلاح ما أفسده المنتخبون بمدينة تحولت من قطب حضاري إلى مجموعة من الدواور المعزولة ؟؟
حينما ترمي بك الأقدار لزيارة مدينة تارودانت عاصمة الإقليم، تستقبلك مداخلها كعنوان للبؤس والتقزز والتشوه البصري الخطير وتتساءل بكل حرقة هل هناك ساكنة في هذه المنطقة التي يعتبرها الجميع عبارة عن  تجمع لدواوير في بادية معزولة.

وحتى إذا  نظرت إليها من مكان عال تتداخل عليك العديد من مظاهر التشوه البصري التي تكونت بشكل تراكمي وعبر سنوات عديدة بفعل الإهمال في تطبيق الإجراءات المحددة والقوانين الناظمة للسياسة المعمارية.

وتعتبر الازبال والأشواك والاتربة و البنايات الفوضوية المنتشرة بشكل عشوائي في كل مكان وتداخل أسلاك وأعمدة الكهرباء اضافة إلى التباين في ألوان المباني وتخطيطها وتنظيمها والانتشار العشوائي للوحات الدلالة الإعلانية للمؤسسات والمحلات وأصحاب المهن والملصقات الإعلانية ابرز المظاهر المشوهة للمظهر العام للمدينة وتؤدي إلى تضارب الرؤية عند الزائر فيما يتعلق بعراقتها وأصالتها وحضارتها.

ويرى  زوار المدينة بالإضافة إلى ساكنتها أن التشوه البصري في المدينة يحدث تأثيرا مغايرا للصورة التي ترتسم لدى الكثيرين عن المدينة وتاريخها وأهميتها وحضارتها معتبرا ان السبب الرئيسي لهذا التشوه يكمن في الإهمال الخطير للسلطات والمجالس المتعاقبة و ضعف القوانين المحددة للسياسة المعمارية الحديثة التي تنسجم مع النسيج العمراني اضافة إلى عدم التقيد بالمخططات التنظيمية الموضوعة لهذه الغاية.

إن عملية تجميل المدينة وخصوصا مداخلها وإعادة بصيص من أمجادها يتطلب تعاونا بين جميع الجهات المعنية وعلى رأسها السلطات والجماعة وفعاليات المدينة وفنانيها ومجتمعها المدني يتم من خلاله تقديم رؤية فنية وتجميلية لمداخل المدينة كعنوان بارز عن عمقها التاريخي الأصيل  وبما ينسجم مع خصوصيتها، بالإضافة إلى تجميل المباني من الخارج وتجميل الساحات العامة والشوارع الفرعية والرئيسية بطريقة علمية ومدروسة ومنسجمة مع طبيعة  المدينة .

ولا ننسى كذلك دور أهمية وسائل الإعلام المختلفة في تسليط الضوء على هذه المشكلة وتوعية المواطنين لأهمية الحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة ، وتنظيم عملية الإعلان الطرقي ومنع أي إعلانات مشوهة ومخالفتها وبالتالي تامين بدائل مناسبة للوحات والإعلانات والملصقات المختلفة في الأمكنة التي يرتادها عدد كبير من الناس يوميا بحيث تتوافق مع محيطها وتؤدي الغاية المنوطة بها وهي تقديم الإعلان أو الملصق بيسر وسهولة وبالشكل الحضاري اللائق.

والعمل على إزالة التشوهات الموجودة حاليا في واجهات الأبنية واعتماد طريقة حضارية لمد أسلاك الهاتف والكهرباء ووضع لوحات الدلالة الإعلانية و توظيف العمل الفني في الساحات والشوارع ومداخل المدينة لأهمية الدور الذي يلعبه الفن في تقديم صورة حضارية عن المدينة و طلاء وتجميل الأعمدة وأسقف الجسور وواجهات العديد من الأبنية السكنية والخدمية التي فقدت بريقها بفعل العوامل التاريخية و الجوية.

ونشير هنا إلى أن مدينة تارودانت كمركز حضاري ضارب في التاريخ في أمس الحاجة لتدخل عاجل من عامل الإقليم بعزيمة أكيدة لتغيير تشوهاتها ومظرها العام الذي أفسده السياسيون والمنتخبون منذ سنوات.

تعليقات