القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

المديرية الإقليمية للامن الوطني بتارودانت تقود الإستراتيجية الامنية بكل احترافية و مسؤولية، لكنها في حاجة إلى إنفتاح وتواصل أكثر لنجاح مهامها الوطنية

المديرية الإقليمية للامن الوطني بتارودانت تقود الإستراتيجية الامنية بكل احترافية و مسؤولية، لكنها في حاجة إلى إنفتاح وتواصل أكثر لنجاح مهامها الوطنية

غطت الاحداث الامنية الاخيرة العابرة التي وقعت بتارودانت بظلالها على  نقاشات الرأي العام بالمدينة واعتبرها البعض تراجعا لاستثباب الامن بعد فترة ارتياح عام دام لشهور كثيرة ، وأرجعها آخرون لاختلالات عابرة ، كما ذكرت النقاشات العامة ان البطالة والمخدرات وقلة فرص الشغل والمشاكل الأسرية واكتضاض السجون كان لها الأثر السلبي في تفشي الاحداث الاخيرة، واوعزها البعض إلى انه في مثل هذه الأيام من كل سنة تشهد المدينة مثل هذه الجرائم وأرجع الآخرون ماوقع لنقص حاد في عناصر الامن خاصة المكلفين بمحاربة الجريمة.

و رغم كل هذا  ومن حسن الصدف أن مدينة تارودانت والإقليم تحضى في العديد من فترات تاريخها برجالات في موقع المسؤولية الامنية يزنون الذهب ويسجلون اسمهم الناصع  بسرعة في الذاكرة الرودانية ويقودون بكل احترافية ونزاهة عملهم الميداني ومسؤولباتهم الامنية الجسيمة .

وفي هذا الإطار عينت المديرية العامة للأمن الوطني منذ 27 غشت2017 العميد الممتاز سعيد مبروك رئيسا جديدا للمديرية الإقليمية للأمن بتارودانت، والمشهود له باستقامته واخلاقه العالية والذي يقود بكل احترافية ونزاهة وهدوء إستثباب الامن العام بالإقليم وكذلك  تنزيل الاستراتيجية الناجحة التي نهجتها المديرية العامة للامن الوطني منذ ان تحمل مسؤوليتها بكل جدارة واستحقاق مديرها العام السيد عبد اللطيف الحموشي.

والعميد مبروك لم ينجح فقط رفقة مساعديه عمداء الامن ورجال الشرطة وعناصر الأمن في تجفيف منابع الجريمة بكل أشكالها طيلة السبعة أشهر الماضية وتوجيهه الصائب نحو خلق اجواء مطمئنة لاستتباب الامن، بل اعطى ورسخ مفهوما حداثيا للامن وحمل الجميع مسؤولياته اتجاه عمله الامني، وان الجميع خاضع للمراقبة والمحاسبة وان لا احد فوق القانون مهما كان ..

لكن الشيء الذي غفل عنه العميد الجديد من كثرة انشغالاته الامنية منذ توليه مهامه بتارودانت والذي كان سيشكل إضافة إلى رؤيته العامة النبيلة، هو انفتاحه الضروري على محيطه الخارجي بشكل أفضل والتواصل مع مكونات المجتمع خاصة منهم المجالس الجماعية ضمن حدود مسؤوليته الترابية، والمبادرة لعقد لقاءات مع هيئات المجتمع المدني وجمعيات الاحياء  للإستئناس بأفكارها ورؤيتها لأخذ نظرة تقريبية حول مشاكل الساكنة في مايتعلق بالامن العام خاصة ببعض البؤر في الاحياء الهامشية ووسط المدينة لتسهيل مأموريته في التعاون مع الجميع في مايخص مفهوم الإستباق الامني الشامل للتقليص من انتشار معالم الجريمة بكل أشكالها والتواصل كذلك مع رجال الإعلام والصحافة والمهتمين والفاعلين لاخذ نظرة عامة حول المحيط العام الذي يشتغل فيه بنظرة حداثية تتعاطى مع المستجدات الأمنية التي تعرف تطورا سريعا ولمواكبة كذلك التكنولوجيا الحديثة بكل معطياتها مع احترام كامل لحقوق الفرد والمجتمع.

إن ماحدث مؤخرا من حوادث بتارودانت نعتبرها عادية ولم تصل أبدا لدرجة الجريمة المنظمة او الإحترافية كان من الممكن تلافيها او إستباقها لو كان التعاون اكثر بين رجال الامن ومكونات المجتمع، وخاصة في مايتعلق بالمساعدات اللوجيستيكية التي من المفروض ان تقدم عليها مصالح المجلس الجماعي بتارودانت واولاد تايمة، بالإضافة إلى هذا ، أن المنتخبين وخاصة ممثلو الإقليم في البرلمان ومجلس المستشارين كان عليهم طرح مشاكل النقص المهول في السيارات والعتاد والموارد البشرية الامنية بالإقليم  على اعلى مستوى، لانه لايعقل ان يباشر بضعة موظفين امنيين عملهم الوطني والامني وبسيارات محدودة وباعتمادات ضئيلة بكل نجاح لعشرات الألاف من الساكنة ومراقبة كل الاحياء والبؤر المتشعبة والاطراف الشاسعة. التي غالبا ماتكون مرتعا خصبا للتنشئة العامة للمكونات الاولى للجريمة.

ونعتقد انه رغم كل هذه المشاكل، فإن  كل مكونات المجتمع سواء باولاد تايمة او تارودانت كانت دوما  ولاتزال يدا ممدودة ومتعاونة مع المسؤولين الامنيين للمساهمة الفعالة في استثباب الأمن العام بالإقليم ، لأن هذه مسؤولية الجميع في وطن وإقليم تسود فيه روح التكامل والتعاون والتشارك من اجل المصلحة العليا للوطن الذي يفتخر ويعتز بوضع الامن العام من اولى اولوياته التي يجب ان يساهم فيها الجميع .

تعليقات