القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

إعلامي مسيحي مغربي: القرآن لم يأمر بالاحتفال بعيد الأضحى


اختلف المغاربة في نظرتهم إلى عيد الأضحى، الذي يحل بالبلاد يوم الاثنين المقبل، بين قلة ترى فيه مناسبة دينية خالدة تذكر بقصة النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، وبين أكثرية تجد فيه فرصة لازدراد اللحوم بكافة طرق طهيها، ومناسبة لصلة الرحم واجتماع الأهل والأحباب.

وتحول "العيد الكْبير" عند قطاع عريض من المغاربة إلى عادات وسلوكات استهلاكية، تبعد بكثير عن معاني ودلالات الأضحية في الدين الإسلامي، فيما لا يجده مسيحيون مغاربة سوى وليمة لأكل اللحوم، باعتبار أن "الله لا يحتاج لذبائح ليرضى عن عباده، لكونه رضي عنهم في شخص المسيح"، وفق معتقدهم.

"زردة ديال اللحم"

ولمعرفة رأي المسيحيين المغاربة في شعيرة عيد الأضحى التي يحتفل بها المسلمون في العاشر من ذي الحجة، اتصلت هسبريس بالإعلامي والباحث المسيحي، رشيد حمامي، الشهير بلقب "الأخ رشيد"، الذي أكد أن "عيد الأضحى في المغرب وسائر العالم الإسلامي تحول من بعده العقائدي إلى بعده الاجتماعي".

وتابع حمامي: "اليوم لو ذبح شخص الكبش صبيحة العيد، فهو لا يقوم بذلك كتذكر لما فعله أبونا إبراهيم، وإنما كاحتفال وفرحة مع أولاده وعائلته، لا أقل ولا أكثر"، مضيفا أن "قليلين اليوم يستحضرون البُعْد الديني لعيد الأضحى، وهم يتناولون اللحوم في بيوتهم".

ويذكر "الأخ رشيد" أنه لما كان يعيش في المغرب، كان يذهب إلى والدته في عيد الأضحى، ويقضي معها بضعة أيام، يساعدها في تحضير اللحم، فتقول له مازحة: "ياك نتا مكتآمنش به، علاش جاي عندنا؟"، فيرد عليها: "أنت بالنسبة لك هو عيد الأضحى، أما أنا بالنسبة ليا زردة ديال اللحم، كل واحد وضميره".

وأفاد الإعلامي ذاته بأن "عيد الأضحى" من الناحية العقائدية ليس مرتبطا بالكبش، الذي عوض ذبح إبراهيم لابنه كما يعتقد المسلمون"، معتبرا أن "الذبح الإسلامي في 10 ذي الحجة مرتبط بطقوس الحج، فهو يقع في شهر الحج، والحاج لا بد أن يذبح إذا كان متمتعا أو مُقرنا، ويأثم إن لم يقم بذلك".

وزاد حمامي بأن القرآن لم يأمر المسلمين بالاحتفال بعيد الأضحى، لكنه ذكر الذبح في الحج: "وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا" (الحج 36)، كما أشار إلى "الهدي" في حديثه عن الحج، خصوصا في سور البقرة والمائدة والحج، والهدي هو ما يُهدى للبيت الحرام من ذبائح وقرابين.

وأردف "الأخ رشيد" تحليله بالقول إن "العرب كانوا يهدون للبيت ذبائح، ويهدون للأصنام والأوثان ذبائح، وهذا مازال يحصل حتى اليوم في المواسم والأضرحة بالمغرب"، موردا أن "عيد الأضحى مأخوذ من شعائر العرب الوثنية، لا من قصة إبراهيم، ومن أدلة ذلك قول القرآن "فصل لربك وانحر""، حسب تعبيره.

وأكمل حمامي بأنه "من المفترض أن هذه السورة مكية، وعيد الأضحى لم يحتفل به المسلمون في مكة، بل احتفلوا به في المدينة، وبالتالي فالآية تعني ما كان يقوم به كل العرب، بمن فيهم المسلمون، من ذبح في الحج، وبالتالي النحر المقصود هنا هو النحر ضمن شعائر الحج".

بين المسلمين واليهود

وأوضح الإعلامي في إحدى القنوات القبرصية أن "الذبح في الحج العربي هو خليط من الشعائر الوثنية التي تأثرت أيضا بالشعائر اليهودية"، شارحا بأن "اليهود يحتفلون بعيد الفصح في الشهر الأول من سنتهم الدينية، إذ يختارون الكبش في العاشر من الشهر، ويذبحونه في اليوم الـ14".

ويتابع المتحدث ذاته: "من شروط اليهود أن يكون الكبش بدون عيب، والمسلمون يذبحون في اليوم العاشر من الشهر الأخير من السنة الهجرية ذبيحة دون عيب وأيام التشريق عندهم ثلاثة، بمعنى أنها تقارب أيام اليهود نفسها بخصوص الفصح.. واليهود كانوا يدهنون قوائم البيت والعتبة العليا، وإلى اليوم بعض المسلمين يدهنون قوائم البيوت بالدم".

واسترسل "الأخ رشيد" بأن اليهود يذبحون أيضا يوم الكفارة، الذي يقع أيضا في اليوم العاشر من الشهر السابع العبري، حيث يذبح الكاهن عن نفسه ثم يذبح عن باقي الشعب، كما أن نبي الإسلام ذبح عن نفسه ثم عن باقي أمته، وهكذا يفعل الملك إلى اليوم، يذبح عن نفسه وعن الأمة".

وذهب حمامي إلى أن "الغرض من الذبائح هو الدم لإرضاء الآلهة؛ فالدم في الثقافة اليهودية يرد غضب الله عنهم، والدم أيضا في الثقافة التي كانت في شبه الجزيرة العربية يرد غضب الآلهة عنهم"، حسب تعبيره، مستدلا بما قاله المسلمون: "يا رسول الله، كان أهل الـجاهلـية يعظمون البـيت بـالدم، فنحن أحقّ أن نعظمه".

وخلص الإعلامي المغربي إلى أن "المسيحية بخلاف الإسلام تعلم أن الله لا يحتاج إلى أضحية منا، فقد قام هو بالتضحية من أجلنا في شخص المسيح، ولا نحتاج أن نقدم له ذبائح كي يرضى عنا، فقد رضي عنا في شخص المسيح، ويكفي فقط الإيمان بالمسيح والالتزام بتعاليمه"، وفق تعبيره.

تعليقات