القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

اولادبرحيل الكرتي.. شابٌ هادِئ و"رقايقي" يَعمل دون بهْرجة منتظرا المُكافأة

اولادبرحيل الكرتي.. شابٌ هادِئ و"رقايقي" يَعمل دون بهْرجة منتظرا المُكافأة

هَادئ وواثق من خطواته وتحرّكاته داخل المستطيل الأخضر، "رقايقي" بلغة العارفين بالكرة، هذه هي صفات وليد الكرتي، نجم وسط ميدان الوداد الرياضي والمنتخب المحلي، ما يجعله اسما بارزا في الكرة الوطنية واكتشافا له القدرة على تطوير مهاراته والارتقاء بها إلى مصاف الكبار.

من خريبڭة انطلق في سن صغيرة، وإلى "كازا بلانكا" هاجر في تجربة موفّقة مع الوداد سنة 2013، تنبّأ له كثيرون بمسيرة ناجحة، وعمل بمنطق "لكل مجتهد نصيب"، ونصيب الكرتي أنه التحق بفئات المنتخب الوطني الشابة عن جدارة واستحقاق، نال ما أراد عندما وضع نصب عينه حمل قميص فريق عتيد واللعب لـ"الأسود"، ليتوّج مساره بالعديد من الألقاب الفردية والجماعية.

في سن لا يتعدى 23 عاما حقّق ما لم يقدر عليه "نجوم" البطولة، نافس على جوائز أفضل لاعب حتى مع الأجانب، وبدايته مع حسن بنعبيشة في منتخب الشباب أعطت فكرة عامة عن مستواه المتميّز، فنال التتويج مع منتخب أقل من 20 سنة بميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2013 وأخرى من المعدن نفسه في ألعاب التضامن الإسلامي في العام نفسه، إلى جانب فضية الألعاب الفرانكوفونية.

من ذلك الوقت إلى سنة 2015، عاش الكرتي أوقات عصيبة وتذبذبا في مردوده، وانتقد كثيرا بسبب طريقة لعبه، قبل أن يقتنص رسميته ويجبر أي مدرب على الاعتماد عليه، ليؤكّد للجميع أنه اللاعب الذي لا يتكلم إلا بأقدامه، حتى أنه لم يخرج لوسائل الإعلام للرد على من هاجموه واتّهموه بالتخاذل، وانتفض داخل الملعب بلمساته الخاصة وذكائه التكتيكي، ليكون من المساهمين في حصول الوداد على أول لقب للبطولة بعد غياب امتد لخمس سنوات.

عاش عهد الانتصارات في تلك السنة، وحل إلى جانب المنتخب الأولمبي ثانيا في دورة تولون الدولية سنة 2015، ولم تكن مفاجأة أن حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية أمام المستضيف فرنسا، وتهافتت من أجل ضمّه العديد من الأندية الأوروبية على غرار باليرمو الإيطالي الذي رغب في انتدابه، لكن دون أن تكتمل الصفقة لاحقا.

اجتهاده وعزيمته وذلك بعمل مضاعف، جعل منه لاعبا دون ضغوطات، يحترم الجميع، والجميع يحترمه، استمر في صمته الذي ولّد عاصفة من التشجيعات، حصل على بطولة ثانية مع فريقه البيضاوي، والأكثر من ذلك، قاده لإحراز أغلى الألقاب القارية، بتسجيله لهدف "النصر" في مرمى الأهلي المصري في نهائي دوري أبطال إفريقيا، علما أنه سجّل هدفين آخرين، واستحق أن يكون ضمن أفضل لاعبي "التشامبيانس ليغ" الإفريقية.

نقطة إيجابية ستسجّل في تاريخ وليد، أنه من بين القلائل الذين شاركوا في مونديال الأندية، لكن دون أن يقدر ناديه على مواصلة الرحلة العالمية التي انتهت في المركز الأخير، بيد أنه ربح حب الجماهير واحترامهم، وانتزع ثقة الناخب الوطني المحلي، جمال السلامي، ليكون ضمن المعوّل عليهم في بطولة إفريقيا للمحليين في المغرب، وحسنا فعل، بعدما عوّض عبد الإله الحافيظي في أول المباريات في دور المجموعات، وكان خير بديل له، وأدى بشكل جيد بأخطاء قليلة جدا، حتى أنه سجّل هدف الخلاص في نصف النهائي أمام ليبيا، عندما اصطاد ضربة جزاء بطريقة ذكية ترجمها بنجاح إلى هدف ثالث.

إشارات الكرتي يجب أن تلتقط بشكل واضح للفرنسي هيرفي رونار، وسيكون فخورا بما قدّمه خلال هذا الموسم إن استطاع إقناعه بضرورة إدراج اسمه في لائحة المسافرين إلى روسيا صيفا، وإن لم يتم ذلك، فالشاب له القدرة على تطوير نفسه ولما لا في أن يصبح عميدا مستقبليا لحفدة الظلمي وجيله.

تعليقات