القائمة الرئيسية

الصفحات

شريط الاخبار

تلويح البوليساريو بالحرب محاولة التغطية على الانشقاقات داخل الجبهة

تعيش جبهة البوليساريو وضعية صعبة وملتبسة وضبابية تدل عليها تصريحات الحركة الانفصالية التي ظلت تكرر بين الفينة والأخرى تهديدها بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب رغم علمها بأن الظروف الموضوعية إقليميا ودوليا تجعل من إقدامها على مثل هذه الخطوة انتحارا حقيقيا ونهاية ما تبقى من هذه الحركة التي تتقاذفها الأزمات الداخلية إلى حد اقترابها من حالة الانفجار والتشظي وسط صراع محتدم بين قياداتها على خلافة رئيسها المريض محمد عبدالعزيز.
ويقول مراقبون إن تهديدات البوليساريو بإعلان الحرب على المغرب هو “مجرد شعارات مناسباتية اعتادت الجبهة إطلاقها ولا تستطيع تنفيذها على الأرض”.
وتهدد البوليساريو بحمل السلاح مجددا ضد المغرب رغم درايتها بالتعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة التي لا تسمح إطلاق بقيام مثل هذه الحرب في المنطقة. وإضافة إلى هذا المانع يوجد اختلال كبير في موازين القوى العسكرية لصالح المغرب.
وتشير التقديرات إلى أن عدد القوات المغربية الذين يرابطون في المواقع الأمامية بالجدار الأمني الذي يعبر الصحراء المغربية على طول ألفين و500 كيلومتر، يبلغ 150 ألف رجل، بينما تشير التقديرات إلى أن مرتزقة البوليساريو يقدرون بما بين 30 و40 ألفا.
ويقول محللون إن أهداف هذه “اللغة التصعيدية والتهديدية الجوفاء” ضد المغرب بعيدة تماما عن أن تكون ذات خلفية عسكرية وحربية. ويضيف هؤلاء أن تهديدات البوليساريو بالحرب تحكمها ثلاثة محددات أساسية، تفسر هذا التصعيد وتوظيفه في الصراع مع المغرب، هي أولا الدعاية الداخلية بين الاستهلاك السياسي وامتصاص الغضب الشعبي، وثانيا الهروب إلى الأمام ومحاولة المناورة والضغط وثالثا رغبة الجزائر في استدراج المغرب للحرب.
ومنطقيا، يعتبر استخدام البوليساريو للغة التهديد باللجوء إلى حمل السلاح ضد المغرب محاولة لاستغلال ملف النزاع على المستوى الداخلي، إذ يوظف خطاب الحرب لضبط الجبهة من الداخل والتحكم فيها لا سيما وأن شعار “الكفاح المسلح” يعتبر ركيزة من ركائز بروباغندا البوليساريو.
ويؤكد المحللون أن الجبهة الانفصالية توظف شعار الحرب كوسيلة للتجييش والتعبئة داخل مخيمات تندوف، للتغطية على واقع الانشقاقات التي ساهمت فيها التركيبة النفسية والذهنية المستبدة لقادتها الأبديين، والتنفيس وامتصاص الاحتقان الموجود داخل المخيمات، وصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية التي باتت تعيشها الجبهة، وقمع المعارضين وكل الأصوات المتمردة على سياسة القيادة، وإيهام “صحراويي المخيمات” بضرورة تأجيل مطلب الديمقراطية بدعوى أن التنظيم في “حالة حرب”.
وتعوّدت البوليساريو آليا أن تلجأ إلى التهديد بالحرب كخيار تكتيكي للضغط على المغرب والمنتظم الدولي، كلما شعرت بالحصار ويشتد الخناق عليها دوليا وإقليميا.

تعليقات